الأخ المحترم ابن مسعود
تحية طيبة وبعد
أنت تحكم على النوايا أخي المحترم وهذا لايجوز في شرع الله
وعندما أسأل فذلك لا يعني أنني لا أفقه ما اسأل عنه بل لأتبين إن كان من يدعو الناس إليه كفؤاً لما يدعوهم إليه ، فهل ترى في ذلك خطئاً ؟!
أخي المحترم
زيجات النبي الكريم محمد كانت على سنة من خلوا من قبل كما بينها الله في كتابه:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً{28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً{29} يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً{30} وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً{31} يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً{32} وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{33} وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً{34} إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً{35} وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً{36} وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً{37} مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً{38} الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً{39} / الأحزاب
ومن هذا المنطلق فلا يحل لي ولا لك ولا لأي مسلم مؤمن من أمة رسول الله محمد أن يتزوج كما تزوج رسول الله محمد فما أحله الله سبحانه له غير الذي أحله الله لنا .
أما عن الصحابة فينطبق عليهم ما ينطبق علينا في شرع النكاح ( الزواج ) لأننا جميعاً من أتباع رسول الله الأمين محمد فهؤلاء الأتباع جميعهم يحتكمون لشرع الدين ومنهاجه الذي أنزل على رسول الله محمد .
ليس بيني وبين السيد ناصر اليماني اي أمر نحتكم إليه سوى كتاب الله الذي أتمسك به وهو وحده الذي يهدي إلى سبيل الله ومنه وفقط منه نستنبط حكم الله ومن هذا المنطلق جئت أسأل كي أتبين صدق ما يدعو إليه السيد ناصر اليماني فهل في ذلك خروج على طاعة الله ؟!
تحياتي لك
السلام عليكم
سوف أبدأ بالحوار حول هذا البيان نقطة نقطة.
1 ـ حرام النكاح :
نعم إن حرام النكاح هو ما ورد في الآيات أعلاه لكن السيد ناصر اليماني لم يتنبه لمطلع الاية 24 / النساء وهذه هي الآية :
{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }النساء24
فهناك إضافة لحرام النكاح ما بينه مطلع الاية 24 / النساء بالقول ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء ) فمثل هؤلاء النسوة هن من محرمات النكاح وقد استثني منهن فئة بالقول الذي يليه ( إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )
فهؤلاء الفئة إضافة لما بينه القول اللاحق في الآية 24 / النساء وهو (( وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ))
هن من حلال النكاح .
والسؤال: من هن تلك الفئة من النساء اللواتي عنى بهم القول ( إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) فاستثناهم من حرام النكاح وبين أنهم من حلال النكاح ؟
حلال النكاح قد بينا أعلاه البيانات من كتاب الله الذي أوضحته
لكن تعدد الأنكحة للرجل الذي جاء في الايات الأربع الأولى من سورة النساء وهي:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً{1} وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً{2} وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ{3} وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً{4} / النساء
هذا التعدد مثنى وثلاث ورباع قد جاء مشروطاً بأشراط هي :
1 ـ رعاية وحفظ حقوق اليتامى .
2 ـ الخوف من عدم الإقساط لليتامى .
3 ـ نكاح غايته الأساس الإقساط لليتامى .
4 ـ العدل لليتامى وليس للنساء فهذا أمر قد وضحه البيان الآتي :
{وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء129
5 ـ أمكانية الرجل المادية التي تتيح له النكاح بأكثر من واحدة حيث أحل له أن ينكح إضافة لزوجه الأولى ثانية لتصبحان مثنى وثالثة ليصبحن ثلاث ورابعة ليصبحن رباعاً وهذا السقف الأقصى الذي أحل له فلا يحل له حتى لو استوفى كل الأشراط أن يجمع مع زوجه الأصل والتي هي الأولى أكثر من ثلاثة في وقت واحد .
6 ـ إن لم يستوفي تلك الأشراط أعلاه فعليه أن يكتفي بزوجه الأولى خشية العول أو ما ملكت يمينه .
ملاحظة :
اليتيم : هو كل إنسان لم يبلغ اشده ( يبلغ سن النكاح ) قد فقد ابوه وعندما يبلغ سن النكاح لا يسمى يتيماً لأنه ليس بحاجة في هذه السن لمن يرعاه ويحفظ حقوقه بل يغدو رجلا بإمكانه أن يرعى نفسه ويعيش ويكسب .
وما تبينه الآية 3 / النساء أن تعدد الأنكحة للرجل بأكثر من واحدة ( التي هي زوجه الأصل ) في آن واحد يحل له فقط بأن تكون الثانية وحتى الرابعة من النساء الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن بسبب وفاتهم ولديهن أولاداً ضعاف ( قاصرين ) بحاجة لمن يرعاهم ويحفظ حقوقهم فنكاح مثل هؤلاء النسوة أحل كرمى لذلك وعلى أن يكون برضى الطرفين .
تلك هي النقطة الثانية التي أطلب من السيد ناصر اليماني أن يدلي بفقهه وفهمه لها من كتاب الله
ومن ثم سنتابع الحوار في بقية النقاط التي جاءت في بيانه .
تحياتي لكم